Mike Jonson

كيف تجعل منتجك يبدو كأنه "الفرصة التي لا تُفوّت"؟

لماذا يعترض العملاء على الأسعار؟

كم مرة سمعت عميلًا يقول: "سعرك مرتفع جدًا" أو "سأفكر في الأمر وأعود إليك لاحقًا"؟ إذا كنت في مجال بيع الخدمات أو المنتجات، فهذه الاعتراضات مألوفة جدًا. لكن هل المشكلة فعلًا في السعر؟ أم أن المشكلة الحقيقية في الطريقة التي تعرض بها القيمة؟

الحقيقة أن العملاء لا يمانعون الدفع، لكنهم يمانعون الدفع مقابل شيء لا يرون قيمته بوضوح. الناس لا يشترون بناءً على السعر وحده، بل بناءً على ما يعتقدون أنهم سيحصلون عليه مقابل هذا السعر. إذا كنت تواجه مقاومة في البيع، فالأمر لا يتعلق بتكلفة خدمتك أو منتجك، بل بطريقة تقديمك للقيمة التي يحصل عليها العميل.

في هذا المقال، ستتعلم كيف تجعل عميلك يرى أن سعرك ليس مجرد رقم، بل استثمار لا يمكن تجاهله.

1) العميل لا يقارن أسعارك… بل يقارن قيمتك بالبدائل المتاحة

عندما ينظر العميل إلى سعرك، فهو لا يقارنه فقط بميزانيته، بل يقارنه بما سيحصل عليه مقابل ما سيدفعه. السؤال الحقيقي الذي يدور في ذهنه هو: "هل يستحق هذا المنتج أو الخدمة هذا السعر؟"

إذا لم تكن القيمة واضحة، فالعقل تلقائيًا يتجه إلى المقارنة السعرية. لكن عندما يكون ما تقدمه محددًا ومقنعًا، فإن السعر يصبح ثانويًا في القرار.

مثال على ذلك، لماذا يدفع الناس آلاف الريالات للحصول على هاتف آيفون، بينما يمكنهم شراء هاتف آخر بنصف السعر وبنفس الإمكانيات تقريبًا؟ لأن آبل لا تبيع هواتف، بل تبيع تجربة، هوية، وإحساسًا بالتميز.

كيف تطبّق هذا على عملك؟

  • لا تعرض منتجك كـ "مجرد خدمة أو منتج"، بل اجعله حلًا لمشكلة معينة يشعر بها العميل.

  • بدلاً من التركيز على "ما هو المنتج؟"، ركز على "كيف سيغير حياة العميل أو يحل مشكلته؟"

  • اجعل الفوائد العملية واضحة جدًا بحيث لا يحتاج العميل إلى التفكير مرتين في جدوى شرائه.

2) كلما كان السعر مرتفعًا، زادت الحاجة إلى بناء الثقة

كلما كان ما تبيعه أغلى، زاد تردد العميل وزادت حاجته للشعور بالأمان قبل اتخاذ القرار. لا أحد يحب المخاطرة، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بقرارات مالية كبيرة.

عندما تذهب إلى مطعم فاخر، لماذا لا تسأل عن سبب ارتفاع الأسعار؟ لأن المطعم يبني توقعات معينة من خلال تجربة راقية، خدمة مميزة، وبيئة تدعم القيمة التي يدّعيها.

كيف تبني الثقة قبل البيع؟

  • استخدم شهادات العملاء الحاليين، فالتجربة الحقيقية أقوى من أي إعلان.

  • وفر للعميل طريقة لتجربة جزء من خدمتك أو منتجك قبل الشراء، مثل نسخة تجريبية أو ضمان استرداد الأموال.

  • اجعل منتجك ملموسًا عبر الفيديوهات، العروض التوضيحية، أو المقارنات قبل وبعد.

3) المشكلة ليست في السعر… بل في طريقة عرض العرض

بعض العروض يتم رفضها ليس لأن العميل لا يستطيع الدفع، ولكن لأن طريقة تقديمها غير واضحة أو غير مقنعة بما فيه الكفاية.

على سبيل المثال، لماذا تبدو بعض الخدمات الاستشارية باهظة الثمن بينما يدفع الناس لها بسهولة؟ لأن المستشار الذكي لا يبيع "الوقت بالساعات"، بل يبيع "نتائج". الفرق هنا أن العميل لا يدفع مقابل الوقت، بل مقابل ما سيحصل عليه من تحسن ملموس في عمله أو حياته.

كيف تعيد صياغة عرضك ليبدو وكأنه استثمار بدلاً من تكلفة؟

  • لا تقل: "سأساعدك على تحسين مبيعاتك" – قل: "سأساعدك على مضاعفة مبيعاتك خلال 3 أشهر دون زيادة الإنفاق الإعلاني."

  • لا تقل: "خدمتي تكلف 2000 ريال" – قل: "ما ستحصل عليه هو [قائمة بالمخرجات والفوائد] مقابل استثمار 2000 ريال فقط."

  • لا تترك العميل يشعر بأن القرار صعب، بل اجعل القيمة تبدو واضحة جدًا بحيث تبدو كأنها "فرصة لا يمكن رفضها."

4) العميل يريد أن يعرف: لماذا الآن؟

حتى لو كان عرضك مغريًا، فإن كثيرًا من العملاء سيقولون: "سأفكر في الأمر." لماذا؟ لأنهم لا يرون سببًا يدفعهم لاتخاذ القرار الآن بدلاً من لاحقًا.

لماذا العروض ذات الوقت المحدود تعمل بشكل جيد؟ لأنها تخلق إحساسًا بأن العميل إن لم يتخذ القرار الآن، فقد يفوّت فرصة لا تتكرر.

كيف تجعل العميل يشعر بأن القرار عاجل؟

  • أضف عنصر الندرة: "المقاعد المتاحة محدودة، عند امتلائها سيتم غلق الاشتراكات."

  • اجعل العرض مقيدًا بزمن: "السعر الحالي متاح حتى نهاية الأسبوع فقط، وبعدها سيرتفع بنسبة 20%."

  • استخدم العواقب غير المباشرة: "كل شهر تتأخر فيه عن تحسين استراتيجيتك التسويقية، يعني المزيد من الفرص الضائعة أمام منافسيك."

الخاتمة: كيف تجعل سعرك بلا أهمية؟

عندما تقول للعميل "سعري مرتفع لأنني أقدم جودة عالية"، فأنت لم تبيعه شيئًا. الجودة يجب أن تكون بديهية.
لكن عندما تريه بوضوح كيف أن قراره بالشراء سيحقق له نتيجة لا يمكن أن يحصل عليها بدونك، فإن السعر يصبح بلا أهمية.

البيع لا يتم عند لحظة التسعير، بل يتم عندما يفهم العميل أن قيمة ما تقدمه تتجاوز ما يدفعه بمراحل.

قبل عرض سعرك، اسأل نفسك:

  • هل شرحت الفوائد بحيث لا يحتاج العميل إلى التفكير في القيمة؟

  • هل قمت بتخفيف المخاطرة من خلال بناء الثقة؟

  • هل أعطيت العميل سببًا يجعله يتخذ القرار الآن وليس لاحقًا؟

إذا كنت تريد بناء عروض لا تُرفض، وجعل العميل يرى سعرك كفرصة استثمارية وليس كتكلفة،

دعنا نعمل على ذلك معًا.

اشترك في النشرة البريدية

 مقالات قيّمة، دراسات حالة حقيقية، ونصائح عملية حول تسويق الأداء والتمركز والبيع.

اشترك في النشرة البريدية

 مقالات قيّمة، دراسات حالة حقيقية، ونصائح عملية حول تسويق الأداء والتمركز والبيع.

اشترك في النشرة البريدية

 مقالات قيّمة، دراسات حالة حقيقية، ونصائح عملية حول تسويق الأداء والتمركز والبيع.